التسويق بالطرق الحديثة
من
المتعارف لدى المختصين في إدارة الأعمال و الهندسة الصناعية إن التسويق لاقى اهتمام
كبير في الفترة الأخيرة حتى أنه تحول الى علم يدرس في الجامعات والمناهج الدراسية
ودورات التنمية البشرية .
التسويق
في السابق كان يعتمد بشكل كبير على الدعاية التلفزيونية والصحف والمجلات .لكن مع
انتشار الأجهزة الالكترونية وانتشار الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وجدت أساليب
جديدة للتسويق وليس آخرها الدعايات الممولة والتي كانت تكلفتها منخفضة جدا مقارنة
مع الطرق التقليدية . مع انتشار هذا الطرق بين عامة الناس ستصبح من الطرق
التقليدية في الفترة القريبة طرق بالية وغير مجدية .
سوف
نتناول في هذه المقال طرق وليدة لازلت جديدة وهذه عبارة عن أفكار يولدها أشخاص
مبدعين يجعل من موضوع تسويقهم أكثر رواجا .
سأتحدث
عن أبرز الطرق التسويق رواجا في منطقتنا العربية والدول المحيطة بها لأن كل بيئة
تفرض نوع تسويق معين من الممكن أن لا ينجح في دولة أخرى وهذا احد اسباب فشل
التسويق في بلادنا (أخذ إعلان ناجح في دولة غربية مثل ما هو بدون تعديل عليه لا
يناسب طبيعة المجتمع المحيط ).
حسب
دراساتي السابقة وجدت ان الدعايات التي تحمل طابع السخرية الإعلامية مع الاحتفاظ
بخط رجوع وتسويقي من أنجح الدعايات في منطقتنا العربية وزمننا الحالي لهذا السبب
سأتطرق لها وسأعطي بعض الأمثلة الواقعية عنها .
الدعايات
الساخرة :
كل
مادة تحمل السخرية والفكاهة بغض النظر ان كانت لغرض التسويق أو غرض ثان هي التي تنتشر بسرعة في مواقع التواصل العربية
وبعدها تنتقل الى وسائل الإعلام بسرعة كبيرة وبتكلفة تكاد تصل الى المجان أن لم
تكن فعلا مجانية .
وهذه
الطريقة تشمل دراسة للموارد البشرية ودراسة للمجتمعات .
سأعطي
مثالين واقعين وأعطي تجربة شخصية لهذا الموضوع لتسهيل الشرح وتبسيط الأمور.
(دعاية
اسمرا كافية)
هذه
المادة التسويقية وطريقة عرضها كانت من أبرز الدعايات واكثرها نجاحا .
الدعاية
قامت بها فتاة من مصر تدرس في مجال الدعاية والتسويق عرضت الدعاية بطريقة ساخرة
تكاد تشبه افلام الرسوم المتحركة لكن لكي تنجح دعايتها قامت بوضع عنوان لإعلانها
عن المقهى وقالت (على قد ميزانيته راح اعمله دعاية بهذا العنوان تخلصت الفتاة من
الانتقاد وسهل عملها وبعد نجاح هذا الدعاية انتشارها بشكل كبير في مواقع التواصل
الاجتماعي دفعت وسائل إعلام الى نقل هذه الدعاية ونشرها بطريقة غير مباشرة .
تحدثت
الفتاة بعد نجاحها في أحد البرامج التلفزيونية عن الموضوع وقامت بشرحه على الشكل
التالي :
أبي
قام بافتتاح المقهى وصرف كل النقود التي يملكها على المقهى و طلب مني ان أقوم
بدعاية له لأن المقهى في منطقة ليست جيدة للعمل في هذا المجال وعندما تواصلت مع المعلنين
طلبوا مبلغ ليس بإمكاني توفيره وأن تمكنت من تامين المبلغ من الممكن أن لا تنجح
الدعاية ونخسر المبلغ و مشروع ابي فخطرت ببالي فكرة ان لدي في صفحتي على الفيس بوك
و الانستجرام عدد لابأس فيه من الاصدقاء والمتابعين وقررت نشر هذا الفيديو على
صفحتي لعل عدد المشاهدين سيكون مناسب نوعا ما و لن أخسر شيء وقالت لكي لا يسخروا
مني قلت في بداية التصوير الذي كان بعدسة هاتفي الشخصي أن أبي دفع لي مبلغ بسيط لا
يكفي لشيء لكن أنت يا ابي تستحق وأكملت هذه الدعاية . وبعد نجاحي وانتشار الدعاية
بشكل كبير عرضت علي بعض القنوات التلفزيونية والمجلات ان يقوموا بالتسويق لنا
بالمجان ولم اكن أتوقع ان تصل إلى هذا الحد من الشهرة وتحدث والد الفتاة بعد سؤال
المذيعة هل أنت راض عن الدعاية هل حققت الغرض المطلوب منها قال الدعاية في البداية
توقعت لهل الفشل خصوصا في هذه الطريقة لكن بعد الانتشار الكبير حققت أكبر من الهدف
المرجو منها بكثير .
مثالنا
الثاني سوف يتحدث عن مواطن سعودي في أثناء عمل عمال إحدى الشركات الكبيرة في مجال
الصحية والتأسيسات بكسر شاشة تلفازه في الخطأ وبدون قصد لكن الشركة ماطلت في تعويض
الشخص فأراد أن تعوضه الشركة في طريقة لا يلجأ الى القانون والتكاليف الباهظة
لأجرة المحاماة و القضية التي من الممكن ان تأخذ منه وقت كبير فقام بطريقة ساخرة
وعلى حسابه على التوتير بنشر عدة منشورات ساخرة مع وضع إشارة للشركة بعد كل عملية
نشر
من
منشوراته انه علق في حساب "نادي ريال مدريد" لم أتمكن من مشاهدة المباراة
لأن عمال شركة (س) حطموا شاشة تلفازي ولم تعوضني الشركة
وفي
منشور آخر له قال خرجت من المنزل مسرعا ولما اعلم بحالة الطقس لأن شركة (س) لم
تصلح لي شاشة تلفازي .وفي منشور ثالث عذرا أطفالي لم اعرف ان غدا يوم عطلة في
المدارس لأن شركة (س) لم ترد على طلبي بتصليح شاشة التلفاز وفي كل المنشورات كان
يضع علامة (هاشتاغ) للشركة الكبيرة والمعروفة في السعودية و بعد كثرة المنشورات
تناول مشاهير التواصل الاجتماعي هذه المادة و بدأوا بالنشر حتى أن القضية أن
انتشرت في جميع انحاء السعودية مما دفع الشركة للرضوخ وتعويض المواطن بشاشة أفضل
وأكبر من شاشته القديمة .
- أما عن تجربتي الشخصية تكاد أن تكون
اكثر تواضعا لكن كان الهدف منها تجربة الدعايات السابقة وبعد طول تفكير تذكرت ان
صديق لي حطم آلتي الحاسبة بدون قصد لكن أكثر ما استفزني في وقتها أن هذه الآلة
تذكرني بأيامي الأولى بالهندسة ومعناتي فيها بعد كسره لها بدأ بالضحك و الكهكهة
فقلت في نفسي هذه المادة التي سأبني عليها تجربتي و قمت بأخذ صور لشخصيات عالمية
كبيرة وعمل علها تعديل على برامج الفوتوشوب فمثلا في أحد المنشورات وضعت صورة
الامين العام للأمم المتحدة و كتبت في الأسفل بآنكي مون يشعر بالقلق بعد كسر الآلة
الحاسبة .
وفي
منشور ثان أخذت صورة أمير قطر في امريكا وكتبت عليها وصول أمير قطر الى الولايات
المتحدة على أثر حادثة كسر الآلة الحاسبة .
في
منشور آخر كتبت ان أحد المحلات التجارية قامت بالنصب علي بمبلغ بسيط لأن صديقي (أ.
ص) كسر آلتي الحاسبة ولم أستطع حساب قيمة المشتريات .
بعد
كثرة المنشورات وانتشارها عرض علي العديد من الأشخاص والاصدقاء آلات حاسبة باهظة
الثمن مقابل التوقف عن النشر وصديقي كان يضحك أحيانا ويستغرب أحيانا ماذا يريد عرض
علي تعويض ورفضت حتى العروض المغرية رفضتها لأن هدفي منذ البداية هو تجربة لفكرة
سأطرحها لاحقا .
والجدير
بالذكر أن بعض الدعايات تنتشر عن طريق الصدفة وبدون سابق أصرار مثل السيدة العجوز
(صاحبة الشرشف) التي انتشرت قضيتها بشكل كبير بدون سابق تخطيط أو إصرار لأن من
تناولها اعتبرها منشور فكاهي وساخر الى أن تمكنت السيدة من استعادة (الشرشف) .
الدعايات
الساخرة تحتاج بعض الأحيان الى تخطيط وتفكير مسبق لكي تصل الى الغرض المرجو منها
فهي صعبة أن لم يكن الشخص مدرك لعواقب وردة فعل الناس بعد النشر فعليه ان يأخذ
بأدق التفاصيل وأضعف الاحتمالات.
عبدالله جاموس